الموت بلا موت

المــ بــــــــ موت ــــــلا ـــــــوت

ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك .. وتغمض عينيك .. ويتوقف القلب عن النبض
ويتوقف جسدك عن الحركة .. كي يقال عنك إنك فارقت الحياة

فبيننا الكثير من الموتى
يتحركون .. يتحدثون .. يأكلون .. يشربون .. وقد يضحكون
لكنهم موتى يمارسون الحياه بلا حياه

فماهيم الموت لدى الناس تختلف
فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً .. ويخيل إليه أن الحياه قد إنتهت
وأن ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياه خلفه
وأن دوره فى الحياة بعده قد إنتهي

وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات .. ويكبله إحساسه بالأحباط عن التقدم .. فيخيل إليه إن صلاحيته فى الحياه قد إنتهت وأنه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله

والبعض تتوقف الحياة فى عينية فى لحظات الحزن
ويظن أنه لا نهاية لهذا الحزن .. وأنه ليس فوق الأرض من هو أتعس منه
فيقسو على نفسه حين يحكم عليها بالموت
وينفذ بها حكم الموت بلا تردد ,, وينزع الحياه من قلبه
ويعيش بين الأخرين كالميت تماما

فلم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت وهو مازال على قيد الحياة

فالكثير منا يتمنى الموت فى لحظات الإنكسار ظناً منه أن الموت الحل الوحيد والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب لكن هل سأل أحدنا يوماً نفسه ماذا بعد الموت

نعم ماذا بعد الموت؟؟
حفرة ضيقة .. ظلمة دامسة ,, غربة موحشة
وسؤال ,, وعقاب ,, وعذاب,, وإما جنه وإما نار

فهم كانو هنا ثم رحلو ,, غابوا ولهم أسبابهم فى الغياب ,, لكن مازالت الحياة خلفهم مستمرة ,, فالشمس مازالت تشرق والأيام مازالت تتوالى والزمن لم يتوقف

ونحن مازلنا هنا ,, مازال فى الجسد دم وفى القلب نبض وفى العمر بقية فلماذا نعيش بلا حياه ونموت بلا موت

إذا توقفة الحياة فى أعيننا فيجب أن لا تتوقف فى قلوبنا فالموت الحقيقى هو موت القلوب

عفوا صديقى ربما أكون أدخلتك فى دائرة الموت
فأكسر سياج الدائرة .. و أطرق باب الحياة بإلحاح وأقفز فوق الباب إن لم يفتح لك
فالحيــــــــــ تستحق ـــــــــاه